الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

القصه الثالثــــه من قوافل التائبين والعائدين ,, سبحان مغير الأحوال

سبحان مغير الأحوال ..

قال الرواي :
لقد تغير صاحبي ..
نعم ..تغير..
ضحكاته الوقوره تصافح أذنيك كنسمات الفجر النديه ..
وكانت من قبل ضحكات ماجنه ، مستهتره ، تصك الآذان ، وتؤذي المشاعر ..
نظراته الخجوله تنم عن طهر وصفاء ..
وكانت من قبل جريئه وقحه ..
كلماته تخرج من فمه بحساب ..
وكانت من قبل يبعثرها هنا وهناك ..
تصيب هذا ، وتجرح ذاك ، لا يعبأ بذلك ولا يهتم ..
وجهه هادئ القسمات ، تزينه لحية وقوره ..
وتحيط به هاله من نور ..
وكانت ملامحه من قبل تعبر عن الانطلاق وعدم المبالاه والاهتمام ..
نظرت إليه ..
وأطلت النظر في وجهه ..
ففهم ما يدور في خاطري فقال :
لعلك تريد أن تسأل ماذا غيَّرك ؟!.
قلت : نعم ، هو ذاك فصورتك التي أذكرها منذ لقيتك آخر منذ سنوات تختلف عن صورتك الآن !!..
فتنهد قائلاً : سبحان مغير الأحوال..
قلت : لا بدَّ أن وراء ذلك قصه ؟!..
قال : نعم ، وسأقصها عليك ..
ثم التفت إليَّ قائلاً :
كنت في سيارتي على طريق ساحلي ..
وعند أحد الجسور الموصله إلى أحد الأحياء فوجئت بصبي صغير يقطع من أمامي الطريق ..
فارتبكت واختلت عجلة القياده من يدي ..
ولم أشعر إلا وأنا في أعماق المياه ..
رفعت رأسي إلى أعلى لأجد متنفساً ..
ولكن الماء بدأ يغمر السياره من جميع نواحيها..
مددت يدي لأفتح الباب فلم ينفتح ..
هنا تأكدت ..
أني هالك لا محاله ..
وفي لحظات ..لعلها ثواني ..
مرت أمام ذهني صور سريعه متلاحقه..
هي صور حياتي الحافله بكل أنواع العبث والمجون ..
وتمثل لي الماء شبحاً مخيفاً ..
وأحاطت بي الظلمات كثيفه ..
وأحسست بأني أهوي إلى أغوار سحيقه مظلمه ..
فانتابني فزع شديد ..
فصرخت في صوت مكتوم :
يا رب ..يا رب..
{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } ..
ودرت حول نفسي ماداً ذراعي أطلب النجاه ..
لا من الموت ..
الذي أصبح محققاً ..
بل ..
من خطاياي التي حاصرتني ، وضيقت عليّ الخناق ..
أحسست بقلبي يخفق بشده ..
فانتفضت وبدأت أزيح من حولي تلك الأشباح المخيفه ..
وأستغفر ربي قبل أن ألقاه ..
أحسست أن كل ما حولي يضغط عليّ ..
كأنما استحالت المياه إلى جدران من الحديد ..
فقلت : إنها النهايه لا محاله ..
فنطقت بالشهادتين ..
وبدأت أستعد للموت ..
وحركت يدي ..
فإذا بها تنفذ في فراغ ..فراغ يمتد إلى خارج السياره ..
وفي الحال تذكرت أن زجاج السياره الأمامي مكسور ..
شاء الله أن ينكسر في حادث منذ ثلاثة أيام ..
وقفزت دون تفكير ..
ودفعت بنفسي من خلال هذا الفراغ ..
خرجت من أعماق الماء ..
فإذا الأضواء تغمرني ..
وإذا بي خارج السياره ..
ونظرت ..فإذا جمع من الناس يقفون على الشاطئ ..
كانوا يتصايحون بأصوات لم أتبينها ..
ولما رأوني نزل اثنان منهم ، وأخرجاني من الماء..
وقفت على الشاطئ ذاهلاً عما حولي ..
غير مصدق أني ..
نجوت من الموت ..
وأني الآن ..
بين الأحياء ..
كنت أتخيل السياره ..
وهي غارقه في الماء .. فأتخيلها تختنق وتموت ..
وقد ماتت فعلاً ..
وهي الآن راقده في نعشها أمامي ..
لقد تخلصت منها ..
وخرجت..
خرجت مولوداً جديداً ..
لا يمت إلى الماضي بسبب من الأسباب..
أحسست برغبة في الركض بعيداً ..
والهرب من هذا المكان ..
هذا المكان الذي دفنت فيه الماضي الدنس ..
ومضيت ..
مضيت إلى البيت إنساناً آخر غير الذي خرج قبل ساعات ..
دخلت البيت ..
وكان أول ما وقع عليه بصري صور معلقه على الحائط لممثلات ، وراقصات ، ومغنيات ..
اندفعت إلى الصور أمزقها ..
ثم ارتميت على سريري أبكي..
ولأول مره ..أبكي ..
أحس بالندم ..
أحس بالندم ..
الندم ..
على ما فرطت في جنب الله ..
فأخذت الدموع تنساب في غزاره من عيني..
وأخذ جسمي يهتز ..
وبينما أنا كذلك ..
إذا بصوت لطالما سمعته وتجاهلته ..
إنه صوت الأذان ..
إنه صوت الأذان يجلجل في الفضاء ..
وكأني أسمعه لأول مره ..

وجلجلة الأذان في كل حيٍّمنائركم علت في كل ساحٍ

ولكن أي صوت من بلالومسجدكم من العبَّاد خالي
يقول : فانتفضت واقفاً ، وتوضئت ..
وفي المسجد ..
بعد أن أديت الصلاه ..
أعلنت توبتي ..
وجلست أبكي ..
وأدعو الله أن يغفر لي خطيئتي ..
ومنذ ذلك الحين ..
وأنا كما ترى ..
قلت : هنيئاً لك الدموع الحاره ..
هنيئاً لك الدموع الحاره ..
وهنيئاً لك الانضمام إلى ..
قوافل العائدين
..
قال سبحانه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً } ..
وقال صلى الله عليه وسلم :
( كل ابن آدم خطَّاء ، وخير الخطائين التوابون ) ..
قال عمر رضي الله عنه :
التوبة النصوح ..أن يذنب العبد ، ثم يتوب ، فلا يعود فيه ..
وقال الحسن البصري :
التوبة النصوح ..
ندم بالقلب ..
استغفار باللسان ..
ترك بالجوارح ..
واضمار بأن لا يعود ..
وقال يحيى بن معاذ :
علامة التائب :
إسبال الدمعه ..
وحبّ الخلوه ..
والمحاسبه للنفس في كل همه ..
اللهم ..
اجعلنا من التوابين ، واجعلنا من المتطهرين ، الذي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..

هناك 10 تعليقات:

amato allah" هويتى إسلاميه " يقول...

آسفه جدا يا جماعه التعليقات على البوست ده كانت معطله وانا مش واخده بالى

لكن الحمدلله تداركت الامر :) وعدلتها

Mahdi Mahdi يقول...

ابنتى . amato allah
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظنى الله واياك من الذلل
صدقت فاصدق القول كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ذلك عند المسلم ، ولكن غير المسلم لا تقنعه هذه الحجة لانه لايؤمن بالكتاب اوالسنة بل تطاول ، وهذا ما دفعنى للتعرص لقساد عقيدتهم ومن وافع كتبهم
والسلام عليكم ورحمة الله

بحب كل الناس يقول...

جزاكى الله كل خير
حقيقى كلمات مؤثرة ويوجد منها فى الواقع

(ياصاحب الهم ان الهم منفرجا ابشر بخيرا فأن الفارج الله)

amato allah" هويتى إسلاميه " يقول...

بحب كل الناس:

جزانا الله واياك يا رب

اللهم آآميـــن

طالبه الفردوس يقول...

السلام عليكم

اختى امه الله

جزاكى الله خيرا على التذكره

علمتنى انه لا يوجد شخص ميئوس من هدايته
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبب لمن اهتدى

zainab يقول...

جزاكى الله خيرا

المعتصم يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختى الكريمة
الصدفة هى التى جعلتنى ارى مدونتك التى اقل ماتوصف به هو الجمال
الجمال فى كل شئ فى الفكرة فى المقالات فى العناوين
اختى بارك الله فيكى وجزاكى خيرا واعانك على الخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكى المعتصم

amato allah" هويتى إسلاميه " يقول...

اختى زينب انرت المدونه جزانا الله واياكِ يا رب

amato allah" هويتى إسلاميه " يقول...

أخى المعتصم بارك الله فيكِ وجزاك الله خيراً على تشجيعك

مدونتى ما زالت جديده وارجو من الله ان تكون فى المستقبل كما رسمت لها وكما تخيلت

وأتمنى من الله القبول

سعدت بتعليقك وتشجيعك

"أم أدهم المصرية" يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
------------------------------
حبيبتى قصه رائعه
مااجمل العوده اللى الله
والتوبه الصادقه

اللهم اغفر وارحم المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
واهدناالى سراطك المستقيم
اللهم امين

-------------------------------